إنهم يكتبوننى

إنهم يكتبوننى

December 3rd, 2011 9:40 am » التحرير» مقالات
بلال فضل ■ «لا يعنى انتهاء نظام ديكتاتورى معين أن جميع المشكلات ستنتهى، حيث إن سقوط نظام معين لا يخلق المدينة الفاضلة، بل يفتح المجال أمام عهود طويلة لبناء علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية عادلة، وإلى القضاء على أشكال اللا عدالة والاضطهاد الأخرى. لقد استطاع تحدى الشعوب الذى تميز فى الغالب باللا عنف منذ عام 1980 إسقاط الأنظمة الديكتاتورية فى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا وسلوفينيا ومدغشقر ومالى وبوليفيا والفلبين، لكن من المؤكد أن انهيار الأنظمة الديكتاتورية لم يحل جميع المشكلات الأخرى فى هذه المجتمعات، كالفقر والجريمة وعدم الفعالية البيروقراطية وتخريب البيئة، فذلك ما تورثه الأنظمة القمعية. لكن سقوط هذه الأنظمة الديكتاتورية كان له الحد الأدنى من تخفيف معاناة ضحايا القمع وفتح الطريق أمام إعادة بناء هذه المجتمعات بوجود عدالة اجتماعية وحريات سياسية وديمقراطية وشخصية».

المفكر الأمريكى جين شارب من كتابه «من الديكتاتورية إلى الديمقراطية»

■ «إن الآيات التى تمجد الإنسان وتعلى مرتبته فوق كل المخلوقات، تتناول الإنسان لذاته لا لاعتقاده، من حيث هو تكوين بشرى، وقبل أن يصبح مسلما أو نصرانيا أو يهوديا أو بوذيا، وقبل أن يصبح أبيض أو أسود أو أصفر، وليس صحيحا على الإطلاق أن تلك الحفاوة القرآنية من نصيب المسلمين دون غيرهم كما يتصور البعض، ذلك أن النصوص القرآنية شديدة الوضوح فى هذه النقطة، فهى تارة تتحدث عن الإنسان وتارة تتحدث عن بنى آدم، ومرات أخرى توجه الحديث إلى الناس، وهذا التعميم لا تخفى دلالته على أى عقل منصف ومدرك للغة الخطاب فى القرآن الكريم التى تستخدم موازين للتعبير غاية فى الدقة، تحسب بها متى يكون الخطاب للإنسان والناس بعامة ومتى يوجه الكلام للمؤمنين والمسلمين قبل غيرهم».

المفكر الإسلامى الكبير فهمى هويدى من كتاب «مواطنون لا ذميون»

■ إذا قررت غالبية المواطنين القضاء على الحكومة وتوفرت لديهم الرغبة فى تحمل ممارستها القمعية بغية الوصول إلى ذلك تصبح قوة الحكومة والذين يؤيدونها غير قادرة على حماية السلطة البغيضة ولن يكون هناك إمكانية لإجبار الناس على العودة إلى الطاعة الدائمة والخضوع».

جون أوستن

■ «تكون القوة الاستبدادية فعالة فقط فى حالة عدم الحاجة إلى استخدام تلك القوة بكثرة، أما إذا اختارت إلى استخدام قوتها ضد جميع المواطنين بكثرة، فإن إمكانية استمرار تلك القوة تصبح ضعيفة».

كارل داتش

■ «سمك القرش. فى السينما وفى الأدب، يبحر هذا المسخ المحتال الدموى فى بحار العالم، بشدقين مفتوحين على الدوام، وبفكين فيهما ألف خنجر: يفكر فينا ويلحس شفتيه. خارج السينما والأدب، لا يبدى القرش أى اهتمام باللحم البشرى. نادرا ما يهاجمنا، اللهم إلا للدفاع عن النفس أو نتيجة خطأ ما. وعندما يخطئ قرش ضعيف البصر، ويظننا دلفينا أو ذئب بحر، يقضم قضمة ثم يبصقها بقرف: إننا قليلو اللحم كثيرو العظم، وللحمنا القليل طعم مريع. الخطرون هم نحن، وأسماك القرش تعرف ذلك جيدا، ولكنها لا تصنع أفلاما، ولا تكتب روايات».

إدواردو جاليانو من كتابه «أفواه الزمن»

■ «تعلمت باكرا أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد».

مالكولم إكس

■ «صحيح، لاراحة، لا طمأنينة فى المجتمع إلا بسيادة الأمن أولا، لكن الأمن لا يوفره رجال الأمن، توفره الحرية التى يسهر هؤلاء على حمايتها».

أدونيس

■ «قال مشيرا إلى حفرة فرسى النهر: لو كان سياسيونا كهذه الحيوانات لتضاءلت مشكلاتنا فى هذه البلاد، لكن لسوء الحظ لدينا رئيس وزراء يملك درع فرس النهر من دون أى من حواسه الأخرى الجيدة».

يان مارتل من رواية «حياة باى»

■ «فى سن الخمسين يكون لكل شخص الوجه الذى يستحقه».

جورج أورويل

■ «الروح العظيمة تواجه دائما معارضة من متوسطى الذكاء».

أينشتاين

■ «الموهبة الرئيسية لأى فنان أصيل هى صدق نيته».

تينيسى ويليامز

■ «المهزوم الأكبر هو الصمت، فللأشياء الآن أسماء كثيرة فى لغات كثيرة».

ماركيز

■ ختاما بعد أن استمتعت بهذه الكلمات العظيمة التى تغنيك عن قراءة مئات المقالات لكتاب على قد حالهم مثل حالاتى، أستميحك عذرا فى فاصل قصير أنقطع فيه عن الكتابة اليومية لمدة شهرين أتفرغ فيهما لإنجاز عمل درامى سيعرض فى رمضان القادم بإذن الله، بدأت كتابته منذ شهرين محاولا أن أجمع بينه وبين الكتابة اليومية على ما فى ذلك من مشقة وعناء، خصوصا أننى كنت أجتهد لكى تعيش كتابتى طويلا ولا تكون كالفشار تنساها بمجرد أن تنتهى من قراءتها، هل نجحت فى ذلك أم لا؟ الله أعلم، ما أعلمه أن ذلك الحرص على إتقان الكتابة والاحتشاد لها يمكن أن يؤثر على التزامى بمواعيد تسليم الحلقات التى ينتظرها فريق العمل، لذلك قررت أن أتفرغ لإنجازه، متمنيا أن يكون نقلة فنية بالنسبة إلىّ، تجد فيها ما يمتعك بإذن الله، وأعد بالعودة إلى الكتابة المنتظمة بعد الانتهاء منه على خير. على أى حال، إذا كان رأيى فى الأحداث الجارية يعنى بالنسبة إليك شيئا، يمكنك متابعتى بين الحين والآخر على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى، أو من خلال برامج الفضائيات التى أشارك فيها بين الحين والآخر، التى أتعشم أن يكون من بينها برنامج «عصير الكتب»، الذى أسعى جاهدا لكى يعود لمتابعيه خلال أسابيع بإذن المولى. على أى حال أرجو أن لا يغضب منى كل من تعود على قراءة ما أكتبه ووجد فيه شيئا نافعا أو ممتعا أو مستفزا للتفكير والحوار، وأتخذ من كلمات سيدنا وتاج راسنا صلاح جاهين شفيعا لى عنده «ماحد يقدر يبقى على كل شىء.. مع إن عجبى كل شىء موجود».

أشوف وشكم بخير. تحيا مصر. بس نديها فرصة.